القصيدة الزينبية (نسبة لمطلعها حيث تُذكر زينب) هي لعلي -كرم الله وجهه-، وقيل إنها لصالح بن عبد القدوس، وقد وردت القصيدة في ديوانَي كل منهما، باختلاف يسير.
انظر: ديوان علي بن أبي طالب- تحقيق عبد الرحيم المارديني- دمشق- 2005، ص 214- 220.
والقصيدة جميلة، وفيها حِكم تقريرية، وعِبر تعبّر عن تجربة حياتية، وتقع في خمسة وستين بيتًا؛ منها:
صَرَمتْ حبالَكَ بعـــدَ وصلكِ زينبُ *** والدهـــــــــــــــرُ فيه تصرُّمٌ وتقلبُ
ذهب الشبابُ فما له مـــــــــن عَودة *** وأتى المشيب فأين منـــــــه المهرب؟
لا تأمنِ الدهـــــــر الخَئونَ فإنه *** لا زال قِدمًا للرجـــــــــــال يؤدِّب
واقنع ففي بعض القناعة راحـــةٌ *** واليأس مما فات فهــــــــــو المطلب
واذا طمعتَ كُسيتَ ثــــوبَ مذلة *** فلقــــــــــد كُسي ثوبَ المذلة أشعبُ
إن الحقـــــــود وإن تقادم عهده *** فالحقد باق في الصــــــــدور مغَيَّب
لا خير في ودّ امــــرئ متملق *** حـــــــــــــــــــــــلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ *** وإذا توارى عنك فهـــــــــــــــو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حــــــــلاوة *** ويـــــــــــــروغ عنك كما يروغ الثعلب
وصِلِ الكرامَ وإن رمَوكَ بجَفْوة *** فالصفحُ عنهم بالتجاوزِ أصوب
واختر قرينك تصطفيه تفاخـــــــــرًا *** إن القرين إلى المقـــــــــــــــارَن يُنسب
إن الغنيَّ من الرجـــــــــــــــال مكرَّم *** وتراه يُرجى مـــــــــــــــا لديه ويُرهب
ويُبشُّ بالترحيب عند قـــــــــــــــدومه *** ويقام عند ســــــــــــــــــــــلامه ويُقرّب
ودع الكـــــــذوب فلا يكن لك صاحبًا *** إن الكــــــــــــــذوب يَشين حرًّا يصحب
وزنِ الكــــــــــلام اذا نطقت ولا تكن *** ثرثارة في كـــــــــــــــــــــل نادٍ تخطب
واحفــــــــظ لسانك واحترز من لفظه *** فالمرء يسلم باللســـــــــــــــــان ويعطب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى *** فرجوعها بعــــــــــــــد التنافر يصعب
إن القـلـــــــــــــــــوب إذا تنافر ودُّها *** شِبه الزجـــــــــــــاجة كسرُها لا يُشعب
كن ما استطعت عــــن الأنام بمعزِل *** إن الكثير من الــــــــــــورى لا يُصحب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه *** يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واحــــــذر من المظلوم سهمًا صائبًا *** واعلم بأن دعـــــــــــــــــــــاءه لا يُحْجَب
فلقــــــد نصحتك إن قبلت نصيحتي *** فالنصح أغلى ما يبـــــــــــــــاع ويوهب